مجزوءة السياسة | مفهوم الدولة

مجزوءة السياسة

لجميع الشعب

التعريف بالمجزوءة

هي ممارسة عملية بخلفية نظرية تهدف أساسا إلى تنظيم وتدبير العلاقات بين الناس استنادا إلى قانون محدد ، فهي فن تدبير الشأن عام، أي تدبير الشؤون الاجتماعية والسياسية والاقتصادية لأفراد المجتم. فكل فغعل ينظم عملا ما ، فهو سياسة.

وتتضمن هذه المجزوءة ثلاث مفاهيم أساسية تتعلق بطبيعة موضوعاها ، فنحن لا نتحدث عن السياسة إلا في مجال جغرافي محدد وهو ما يؤطره مفهوم الدولة، وكذلك لا يمكن أن تتم الممارسة السياسية في جو لا يخلو من العنف وأساليبه ، ثم أن هذه المجتمعات التي تعيش في أوساطها لابد أن تتحلة بمنطق الحق والعدالة لتضمن استقرارها واستمرارها...

 I. مفهوم الدولة

هي مؤسسة من المؤسسات السياسية لها قواعد وأسس، يتجلى الغرض منها في إخضاع جماعة بشرية معينة داخل رقعة جغرافية ما لقانون محدد، سواء كان هذا القانون وضعي أو طبيعي.

المحور الأول: مشروعية الدولة وغايتها

في هذا المحور سنتناول مشروعية الدولة ، والأساس في نشأتها، وهل هناك مشروعية في نشأة الدولة ؟ كما يمكن أن نتساءل حول الغاية التي من أجلها نشأت هذه الدولة.

-   ما الدولة ؟

-   من أين تستمد الدولة مشروعيتها ؟

-   وما الغاية من وجود الدولة ؟

طوماس هوبز:

يرى طومس هوبس أنه  إذا كانت الحرية المطلقة التي حظي بها الانسان في حالة الطبيعة قد هددت الجنس البشري بالانقراض، وكانت سببا وراء حتفه والقضاء على بني جلدته  فإن ذلك قاد الانسان إلى أن يفرض عليه الدخول في تعاقد اجتماعيّ وسياسي أسس له بما سماه بالدولة، وهذا  التعاقد لن يتأتى إلا بالتنازل على الحريات الفردية التي  من شأنها  أن تهدد استمراره مقابل ضمان الأمن والاستقرار لكل الناس

 اسبينوزا:

على خلاف ما ذهب إليه هوبس يرى اسبينوزا أن الهدف من الدولة ليس هو تخويف الناس أو ترهيبهم أو جعلهم يقعون فريسة للاستعباد، بل إن الغاية المثلى من وجودها هي تحرير الناس من الخوف. فالقصد من السلطة العليا (القانون) هي ضمان الحري. وليس التنازل عن الحرية الفردية ، فكلما حافظت الدولة على الحريات وسعت إلى ضمانها، حينها تكون لها مشروعية النشوء

 المحور الثاني : طبيعة السلطة السياسية

في هذا المحور نقف وإياكم عن طبيعة هذه السلطة السياسية التي تمارسها الدولة، وعن ماهية هذه السلطو وشرعيتها داخل المجتمعات باعتبارها أداة وتقنية تسهل على الأمير ضبط وتسيير الدولة . ومنه نتساءل حول  السلطة وعن :

-   ما طبيعة السلطة السياسية ؟

-   وما طبيعة السلطة التي ينتهجها الأمير؟

السلطة : هي تقنية توضع بغرض الضبط والهيمنة وهي بؤرة للصراع السياسي

 ميكيافيلي:

تقع السلطة السياسية في نظر ميكيافيلي من خلال كتابه " الأمير" على مقومات وقواعد تجعل من الأمير أسدا وثعلبا في نفس الآن، بمعنى آخر يجب على أمير الدولة الذي يملك الشأن السياسي أن يتسم بالقوة والجبروت والعنف وفي نفس الآن بالمكر والخداع. إذ عليه أن يوظف جميع الوسائل المشروعة وغير المشروعة للحفاظ على سلطته السياسية ، ومنه تتخذ السلطة السياسية طابع الصراع الدائم للحفاظ على الاستمرار.

منتيسكيو:

على عكس ما قال به ميكيافيلي يرى منتيسكية أن السلطة السياسية تقوم  على منطق التوازن بين ثلاث مؤسسات من شأنها أن تحقق هذا التوازن بين هياكل المؤسة العامة، هذه المؤسسات أو السلط وهي

: -1المؤسسة التشريعية (البرلمان) ومهمتها سن القوانين

-2المؤسسة التنفيذية (الحكومة) ومسؤوليتها أجرأة القوانين

-3المؤسسة القضائية (القضاء) والغاية منها السهر على احترام القوانين. "

من هذه السلط الثلاث تتخذ السلطة السياسية طابع التوازن بين مختلف هذه السلط لضمان الاستمرار والاستقرار بين شرائح المجتمع

 المحور الثالث : الدولة بين الحق والعنف

 في هذا المحور يناقش الفلاسفة الأساس الذي تنبني عليه الدولة وكيف لها أن تتأسس ، هل على العنف الذي يعطي شرعية للحاكم للحفاظ على سلطته السياسية ؟ أم أن من واجب من يمارس السلطة أن يتجاوز العنف ويعوضه بثقافة الحق والعدالة، تماشيا مع ما تمليه الطبيعة الإنسانية؟ .

-   على ماذا تقوم السلطة السياسية في الدولة؟

-   هل على العنف أو على الحق؟

ماكس فيبر:

من المسلمات التي راها ماكس فيبر هي أن الدولة لا تقوم لها قائمة إلا إذا كانت عنيفة ، فهي تقوم أساسا على العنف، بوصفه حقا مشروعا لها  ، يجب احتكاره وعدم السماح لأيّ كان باستعماله، فهو عنف خاص بأجهزة الدولة، وليس متاحا أمام الجميع .

جاكلين روس:

 ترى جاكلين روس أن الدولة الحديثة قد استطاعت أن تعوّض العنف بتربية حقوقية بديلة مبنية على ثقافى الحق والواجب ، استنادا على التمييز بين السلط والفصل بينها، ما جعلها دولة حق وقانون، وذلك لأن العنف لا يولد سوى العنف ، ولا يمكن الاعتماد عليها في بناء وتأسيس ، بل وفي السياسة بشكل عام في مختلف الدول.

شاركه على جوجل بلس

عن issam

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

إرسال تعليق