مجزوءة المعرفة | مفهوم الحقيقة

 

مجزوءة المعرفة
مفهوم الحقيقة

لجميع الشعب

مفهوم مجزوءة المعرفة:

مبحث من مباحث الفلسفة الثلاث ، يعتبر حصيلة تلك العلاقة الجدلية بين ذات باحثة وموضوع للبحث قصد فهم الذات وإدارك العالم الخارجي، ويمكن تعريف المعرفة أنها  ذلك النشاط أو السلوكات العقلية التي تمارسها الذات الواعية بطريقة منظمة من أجل الوصول إلى موضوع المعرفة وإدراكه وفهمه... تشمل هذه المجزوءة ثلاث مفاهيم أو محاور أساسية هي "النظرية والتجربة ، العلوم الإنسانية (وهي خاصة بشعب الأدب) ثم مفهوم الحقيقة.

الحقيقة :هي  تلك الغاية المثلى والمبتغى من وراء كل بحث معرفي سواء كان نظريا أو عمليا...

المحور الأول : الحقيقة والرأي

في هذا المحور يتساءل الفلاسفة حول إمكانية بناء الحقيقة باعتماد الرأي، وسنتساءل بدورنا عن هذه الإمكانية ، وعن القضايا التي يكون الرأي أساس بنائها.

-  ما الرأي وما الحقيقة ؟

-  هل يمكن تأسيس الحقيقة على الرأي ؟

الرأي :  انطباع شخصي ناتج عن إرادة حرة بخصوص موضوع معين وهو أيضا معرفة تلقائية وذاتية

 غاسترون باشلار:

يرى غاسترون باشلار أن الرأي يتناقض مبدئيا مع العلم من حيث هو مجرد انطباع عامّي جاهز لا يرقى إلى درجة الموضوعية التي تتناول المواضيع انطلاقا من تصور منهجي محدد ، فالرأي يقف عائقا إبستيمولوجيا أمام بلوغ الحقيقة، لذا من الضروري تجاوزه وهدمه. كونه لا يخدم الحقيقة ، وإنما هو معطى جاز غير مبني .

 ليبنيز:

لا يمكن التسليم بأن الرأي لا يمكن له أن يساهم في بناء الحقيقة ، بل بناء الحقائق لا يتم بشكل عشوائي مطلق ، وإنما يحكمه قانون التطور الذي يكون الرأي أساس مبدئي فيها. وذلك  لن يتأتى إلا باعتبار الرأي معرفة احتمالية يؤسس الحقيقة ويلعب دورا ثوريا في تجديد المعرفة العلمية شريطة أن يكون رأيا علميا مبنيا على حجج دامغة، بالتالي يكون الرأي المدعم بحجج وأدلة.

 المحور الثاني : معايير الحقيقة

في هذا المحور نتساءل عن معايير الحقيقة، أو هن مبادئ الفصل والتمييز بين ماهو حقيقي ، وبين ماهو غير حقيقي، وعن هذه المعايير التي يموجبها يمكن التمييز بين مواضيع الحقيقة

-   بأي معيار يمكن التمييز بين ماهو حقيقي ، وما ليس حقيقيا

-   هل يمكن للعقل أن يكون أداة لتميز الحقيقي عن غيره ؟

-   أم أن نعيار التمييز هو كل ما هو واقعي ؟

 ديكارت:

يقسم ديكارت الحقائق إلى قسمان: الأولى هي تلك الأفكار الواضحة أو البديهية التي لا تحتاج إلى برهان ويكون معيار حقيقتها هو بداهتها معيار البداهة ، والثانية هي تلك الأفكار المستنتجة أو المتوصل إليها اعتمادا على مقدمات عامة، وهو ما يعرف بمنهج الاستنباط. وبالتالي فالعقل هو معيار التمييز بين ما هو حقيقي وما ليس كذلك.

 جون لوك:

على خلاف ما ذهب إليه ديكارت يرى جون لوك معيار قياس ماهو حقيقي هو أن تكون هذه الحقيقة مطابقة للواقع.  إن الحقيقي هو الواقعي، وعليه فالأفكار الحقيقية هي التي لها معادل في الواقع ويمكن إدراكها حسّيا، وكل ما لا يتماشى مع الواقع لا يمكن إدراكه بوصفه حقيقي. بالتالي يكون معيار الحقيقة هو مطابقتها للواقع.

 المحور الثالث: قيمة الحقيقة

استمرارا للمحورين الأول والثاني ، يمكن لنا في هذا المحور مناقشة ما إذا كانت للحقيقة قيمة تمتحها سواء بالإيجاب أو بالسلب.

-   ماهي قيمة الحقيقة؟

-   ومن أين تستمد الحقيقة قيمتها ؟

 كانط:

يرى كانط أن القيمة التي يمكن للقيمة أن تحضى بها تكمن في كونها تشكل  واجبا أخلاقيا محضا، فكلما كانت الحقيقة تتماشى مع ما تمليه القيم الأخلاقية كلما كانت لها قيمة. فالحقيقة دائما مرادفة للصدق ومتناقضة مع الكذب، تكمن قيمتها في أنتها واجب أخلاقي.

 وليام جيمس:

على غرار ما ذهب إليه كانط يرى جيمس في مقابل ذلك أن الحقيقة تمتح  قيمتها من كونها أداة للفعل والعمل، لذلك فالأفكار الحقيقية هي المعارف ذات النفع العملي والمفيدة للإنسان، ولا يمكن قياس قيمة الحقيقة بما تقدمه من أفكار وأغراض أخلاقية ، وإنما قيمتها تتجلى في المنفعة التي تقدمها، فمتى كانت الحقيقة نافعة متى كانت لها قيمة

شاركه على جوجل بلس

عن issam

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

إرسال تعليق